تقيم “دار زايد للثقافة الإسلامية”، مؤتمرها الدولي الأول الخاص باللغة العربية للناطقين بغيرها 2013، خلال يومي (18-19 ديسمبر) في مدينة “أبوظبي”، بمشاركة الجامعات والمؤسسات الأكاديمية والجهات المهتمة بتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها والباحثين في هذا المجال. ويأتي انعقاد هذا المؤتمر تزامناً مع الاحتفال بـ “اليوم العالمي للغة العربية” الذي يصادف الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، والذي قررت فيه “الأمم المتحدة” إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل فيها، انطلاقاً من المكانة المتميزة التي تحتلها اللغة العربية بين لغات العالم، بوصفها لغة حضارات عظيمة، ولغة دين لما يقارب المليارين من البشر، ولكونها لغة حية تنتشر على نطاق واسع؛ فقد تنامى الاهتمام بتعلمها على نطاق عالمي لأغراض عدة؛ ثقافية ودينية وحضارية واقتصادية ومعرفية.
ويحتفى بها هذا العام من خلال محور “دور الإعلام في تقوية أو إضعاف اللغة العربية”، بمشاركة عدد متنوع من وسائل الإعلام وخبراء وباحثين ودبلوماسيين عاملين في “اليونسكو”.
ويوجه معالي الوزير الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الرئيس الأعلى لـ “جامعة الإمارات” وباستمرار، أعضاء هيئة التدريس والطلبة في الدولة بمنح اللغة العربية الاهتمام والتطوير المستمر للمحافظة على الهوية الوطنية، وتجسد ذلك في توقيع “جامعة الإمارات العربية المتحدة” في شهر أكتوبر الماضي، اتفاقية تعاون مشترك مع “المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج” ومقره في “الشارقة” بشأن تنفيذ مشروع إعداد معايير للّغة العربية للصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية.
كما تبنى سمو الشيخ “محمد بن راشد آل مكتوم” حزمة من المبادرات لتعزيز مكانة “اللغة العربية” في المجتمع، ومنها “معهد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها” عن طريق “جامعة زايد”، والإعلان عن تنظيم مسابقات مدرسية في المدارس الحكومية والخاصة، تهدف إلى إبراز المبدعين والمتميزين من الطلبة في “اللغة العربية” ورعايتهم، كما تم الإعلان عن “مبادرة إلكترونية” لتعزيز المحتوى العربي على “الإنترنت”، وإعلان تشكيل “لجنة تحديث تعليم اللغة العربية” ضمن منظومة متكاملة من المبادرات، هدفت إلى تكريس “رؤية الإمارات 2021” لجعل الدولة مركزاً للامتياز في “اللغة العربية” باعتبارها أداة رئيسية لتعزيز الهوية الوطنية لدى الأجيال القادمة.
وأكد سموه خلال افتتاحه فعاليات “المؤتمر الدولي الثاني للغة العربية” في “دبي”، تحت شعار “اللغة العربية في خطر.. الجميع شركاء في حمايتها”، في شهر مايو الماضي، على أن لغتنا هي هويتنا وهي رمز عزتنا وحضارتنا، وثقافتنا العربية والإسلامية العريقة. فيما سيعقد “المؤتمر الدولي الثالث للغة العربية” خلال (7-10) مايو 2014 في “دبي” برعاية كريمة من سموه أيضا.
كما وجه سموه أمراً إلى القطاع التجاري في الدولة في شهر أكتوبر بإصدار فواتير الشراء للمستهلكين باللغة العربية وبدأت مراكز الاتصال الرئيسية ومراكز الاستقبال في مختلف المنشآت بتوفير متحدثين باللغة العربية، تماشياً مع توجهات الجهات المسؤولة في الدولة لدعم “اللغة العربية” في مختلف القطاعات، والتيسير على المستهلكين، وتسهيل الحفاظ على حقوقهم. ومؤخراً أطلقت “مؤسسة المواصلات العامة” بـ “هيئة الطرق والمواصلات” أول مخطِّط رحلات باللغة العربية على مستوى العالم من خلال برنامج “وجهتي” الذي يمكّن مستخدمي وسائل المواصلات من التخطيط لرحلاتهم اليومية بشكل مسبق في خطوة متقدمة منها لدعم مبادرات حكومة “دبي” الذكية.