استجابة وتحقيقاً لـ “الأجندة الوطنية” التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي مؤخراً، والمتضمنة أهدافاً سبعة وصولاً لـ “رؤية الإمارات 2021” في عيدها الذهبي، أنهت “وزارة التعليم العالي والبحث العلمي” وبإيعاز من معالي الوزير الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان، دراسة تحليلية متخصصة حول الطلاب المبتعثين إلى الخارج بين عامي (2005-2012)، بهدف مساندة الوزارة في تحديد معايير الابتعاث إلى الخارج، وربط التخصصات التي يتم ابتعاث الطلبة لدراستها بـ “الأجندة الوطنية”.
وكان معالي الشيخ “حمدان بن مبارك آل نهيان” قد أوعز إلى إدارات الوزارة كافة بمواصلة العمل، وإجراء الدراسات والبحوث كافة التي من شأنها دعم وتطوير آلياتها وإمكانياتها لرفد الدولة بالكوادر الوطنية المؤهلة، في مختلف قطاعاتها ومجالاتها لتحقيق الأهداف السبعة التي تضمنتها الأجندة، شاملة مشاريع في القطاعات التعليمية والصحية والاقتصادية والشرطية والإسكان والبنية التحتية والخدمات الحكومية.
ويعمل معاليه على تحقيق ذلك من خلال اتجاهين، الاتجاه الأول يتمثل في اعتماد التخصصات والبرامج العلمية في الجامعات الحكومية والخاصة المعتمدة في الدولة والمحققة للمعايير الدولية واللآزمة لبناء قاعدة من الكوادر المؤهلة، والثاني يتم من خلال ابتعاث الطلبة الإماراتيين إلى أرقى الجامعات العالمية في مختلف أنحاء العالم، لدراسة التخصصات المطلوبة لبناء الدولة وتحقيق التنمية المستدامة.
وقال معاليه إن الدولة وقد دخلت مرحلة جديدة من البناء المستدام بعد أن حققت مؤشرات متقدمة على المستويين الإقليمي والدولي سواء على صعيد المؤشرات الاقتصادية أم الاجتماعية أم الإنسانية، فإن المرحلة الأصعب تتمثل في الحفاظ على المكتسبات التي حققت الأمن والرفاهية للمواطن الإماراتي، ومواكبة التغيرات السريعة في عالم التكنولوجيا لتبقى “الإمارات” دائماً في المقدمة.
الدراسة التحليلية المتخصصة حول الطلاب المبتعثين إلى الخارج تمخضت عن عدة نتائج وتوصيات؛ كان أهمها توجيه معالي الشيخ “حمدان بن مبارك آل نهيان” بدراسة الأسباب الحقيقية وإيجاد الحلول لمسألة إلغاء الطلبة للبعثات، سواء في مرحلة “البكالوريوس” أم “الماجستير”، وقبل تنفيذ البعثة أم خلال الدراسة، وكذلك تنفيذ اللوائح والقوانين بحق الطلبة الذين يمضون سنوات في الدراسة تزيد على الفترة المحددة لهم، وعدم تمديد فصول الدراسة ما لم تكن هناك أسباب وظروف مقنعة لدى الطالب، والتأكيد على ضرورة متابعة التحصيل الأكاديمي خلال البعثة ومتابعة معدلات الطلبة الفصلية والتراكمية، وكانألأ (56.6%) من الطلبة المبتعثين على درجة “البكالوريوس”، و(45.17%) من المبتعثين على درجة “الماجستير” قد ألغوا بعثاتهم خلال سنوات الدراسة.
ومن معطيات الدراسة أن نسبة الإلغاء للبعثات كانت أعلى للطلبة المبتعثين الحاصلين على مؤهلهم قبل الابتعاث من مؤسسات حكومية مقارنة بالمؤسسات الخاصة، مما يستدعي دراسة الأمر مع “وزارة التربية والتعليم” وإعادة النظر في مناهج المؤسسات الحكومية لتطويرها لتواكب مناهج المؤسسات الخاصة .
كما أوصى معاليه بتوفير فرص ابتعاث تلائم الإناث، والعمل على تشجيعهن من قبل المرشدين الأكاديميين، إذ مثلت نسبة ابتعاث الإناث لدرجة “البكالوريوس” (17.3%) مقابل (82.6%) للذكور خلال الفترة (2005-2012) وهي فترة الدراسة.
وفيما اعتبرت الدراسة التخصصات المبتعث إليها الطلبة ملائمة نسبياً لاحتياجات سوق العمل في الدولة، حيث إن الوزارة تقوم سنوياً بتحديد تخصصات الابتعاث ومدى مطابقتها لاحتياجات سوق العمل الإماراتية، أكدت على ضرورة مطابقة دراسة الثانوية العامة مع التخصصات المبتعث إليها الطلبة حتى لا تكون نتائجها سلبية.
ومثلت نسبة الطلبة المبتعثين على درجة “البكالوريوس” لدراسة “الطب والعلوم الصحية” خلال سنوات الدراسة في جامعات الدول العربية (32.6%)، و(12.8%) لدراسة كل من “الهندسة والعلوم الإدارية”، و(7.8%) لدراسة “الشريعة والقانون”، إضافة إلى تسعة تخصصات أخرى رئيسية، أما في جامعات الدول الأجنبية، فتصدر تخصص “الهندسة” بنسبة (31.77%)، تلاه تخصص “العلوم الإدارية” بنسبة (18.86%)، و”العلوم المالية والمصرفية” بنسبة (15.55%).
وقد حظي تخصص “التربية” بأعلى نسبة مبتعثين على درجة “الماجستير” في الجامعات العربية ومثلت (22.2%) من إجمالي الطلبة، و(17.46%) لتخصص “الطب والعلوم الصحية”، و(17.46%) لتخصص “القانون”، علماً أن هناك عشرة تخصصات أخرى، وبالنسبة للدول الأجنبية فقد تصدر القائمة تخصص “العلوم الإدارية” بنسبة (31.1%)، تلاه تخصص “الطب والعلوم الصحية” بنسبة (12.6%).
وبشكل عام وجدت الدراسة انخفاضاً في معدل الطلبة المبتعثين في عامي (2011 و2012)، ما دفع معالي الشيخ “حمدان بن مبارك آل نهيان” إلى التأكيد على ضرورة تضافر الجهود وإيجاد الحوافز من الجهات الاتحادية المعنية كافة، لتشجيع الطلبة على إكمال دراساتهم العليا، مشيراً إلى ضرورة استكمال ما تستلزمه معطيات هذه الدراسة من بحث وتحليل واتخاذ الإجراءات لتذليل المعوقات التي تحول دون تحقيق الهدف الأساسي من الابتعاث، داعياً الإعلام الإماراتي بمؤسساته كافة للقيام بدوره في هذا المجال.