دعا معالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، طلبة الجامعات الإماراتية وأعضاء هيئة التدريس فيها، والباحثين في المجالات المختلفة إلى المساهمة في جهود كافة القطاعات في الدولة، والاستجابة لنداءات الأمم المتحدة فيما يتعلق بالبيئة والمياه والغابات والطاقة المتجددة تحقيقا لتنمية مستدامة خضراء والعمل ضمن نطاق تلك النداءات، وأكد معاليه أن قيادة الدولة وعلى رأسها سمو الشيخ “خليفة بن زايد آل نهيان” رئيس الدولة – حفظه الله – ونائبه سمو الشيخ “محمد بن راشد آل مكتوم” – حفظه الله – تسعى لتسخير كافة الإمكانيات والموارد لدعم الباحثين وتشجيعهم على إجراء الدراسات والبحوث والابتكارات التي تخدم تلك المجالات، والمعنية بالحفاظ على منجزات الدول في هذا الصدد وتمكينها من السير إلى الأمام، سعيا مع شركائها من دول ومنظمات دولية للحفاظ على كوكب الأرض، مؤكدا معاليه على أهمية شراكة المؤسسات التعليمية مع المؤسسات الإعلامية في هذا الصدد، منوها إلى أهمية مساهمات الشباب في نشر التوعية بمستلزمات الحفاظ على البيئة بين فـئات المجتمع المختلفة، ومتطلبات التحول إلى الاقتصاد الأخضر والمعرفي، والإنجازات التي حققتها الدولة في هذا المضمار، إذ تقدمت الدولة (55) مركزا في العام 2012 في التقييم التراكمي لمؤشر الأداء البيئي لتصبح في المرتبة (77) بين (163) دولة، فيما احتلت المرتبة الأولى بالنسبة لمعيار مخزون وغطاء الغابات نتيجة للجهود التي تبذلها الدولة في إقامة الغابات الاصطناعية والمحافظة عليها كونها أحد أهم مصارف ثاني أكسيد الكربون، وملاذا للحيوانات البرية، وتثري التنوع البيولوجي في المنطقة.
وتشارك “وزارة التعليم العالي والبحث العلمي” ضمن المؤسسات والهيئات والوزارات الإماراتية خلال هذه الأيام في فعاليات الأيام العالمية المعني معظمها بالبيئة، إذ صادف (21) مارس “اليوم الدولي للغابات”، و(22) مارس “اليوم العالمي للمياه”، و(23) مارس “اليوم الدولي للأرصاد الجوية”، كما يصادف (29) مارس “ساعة الأرض”.
وكان الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة قد أعلن مؤخرا أن بقاء (6.1) بليون شخص رهن باستدامة الغابات التي توفر لهم الغذاء والوقود والمأوى والدخل، وأن الغابات من أهم متطلبات التنمية المستدامة التي تتراوح بين القضاء على الفقر وتحقيق الأمن الغذائي وبين التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه والحد من أخطار الكوارث.
كما أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية شعارها لهذا العام بعنوان “الطقس والمناخ: إشراك الشباب”، إذ يستفيد الشباب من تعاظم القدرة على فهم الطقس والمناخ والتنبؤ بهما، وفي الوقت ذاته، سيعيش معظم هؤلاء الشباب في النصف الثاني من هذا القرن وسيواجهون التأثيرات المتزايدة للاحترار العالمي، لذا تشجع المنظمة الشباب على تعلم المزيد بشأن نظام الطقس والمناخ، على أن يسهموا في الأنشطة المتعلقة بتغير المناخ .
وأكدت المنظمة في كلمتها لهذا العام أن المستقبل يحمل في طياته تحديات وفرصا للشباب، ينبثق بعضها عن التوجهات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والتكنولوجية الموجودة حاليا، ومعظمها سيتعلق بشكل أو بآخر بالطقس والمناخ، وأن الاتجاهات الرئيسية تواصل تشكيل القرن الحادي والعشرين المتمثلة في هجرة السكان إلى المدن وتزايد الطلب العالمي على الموارد الطبيعية، فأكثر من نصف سكان العالم سيعيشون عما قريب في المناطق الحضرية، وستنشأ جراء ذلك مدن كبرى أكثر اعتمادا من أي وقت مضى على الماء والطاقة والموارد الأخرى المرتبطة بالطقس، وستواجه المجتمعات الريفية مزيدا من الضغوط لضمان حصول الجميع على الغذاء وتعزيز قدرة مدن ومزارع الغد على التحمل ستتطلب تنبؤات بالطقس والمناخ بشكل أكثر سرعة ودقة وتطورا.