مؤكداً على إستراتيجية شاملة ومستدامة لقطاع التعليم والبحث العلمي في الدولة، أكد معالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي بمناسبة اليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية والذي يحتفى به 10 نوفمبر من كل عام، أكد أن الدولة قيادة ومؤسسات ماضية في تطوير وصياغة إستراتيجية شاملة ومستدامة لقطاع التعليم والتعليم العالي والبحث العلمي، بما يلائم متطلبات المراحل التنموية المقبلة، وبما يحقق رؤية الإمارات 2021، وتطلعات الإماراتيين للأجيال المقبلة، موقناً أن تلك الإستراتيجية قادرة على رفد كافة قطاعات الدولة بما يضمن المصلحة المشتركة للاقتصاد الكلي والاستثمار والعمالة والحماية الاجتماعية والسياسات والأهداف البيئية ويحسن تكاملها، وأن تلك الإستراتيجية ستعمل أيضاً على إيجاد تحسينات مهمة في نوعية الوظائف والمداخيل وتدفع قدماً بالإنصاف والإدماج الاجتماعي على نطاق واسع محققة هدف التوطين أحد أهم أهداف الاتحاد.
وهنأ معاليه كافة الطلبة وأعضاء الهيئات الأكاديمية والباحثين ومؤسسات دعم البحث العلمي في الدولة بهذا اليوم، مؤكداً لهم أن طريق البحث العلمي لا خيار من دونه لتبقى الإمارات دوماً في المقدمة.
وبمناسبة هذا اليوم العالمي أوضحت المديرة العامة لليونسكو بأنه يتعين رعاية طاقة الشبان والشابات وقدراتهم الابتكارية غير المحدودة أكثر من أي وقت مضى، لمواجهة التحديات الجديدة المعقدة في عصر يتسم بمحدودية الموارد، من أجل إرساء الأسس اللآزمة لبناء مستقبل أكثر استدامة للجميع. لذا جاء شعار هذا العام “التعليم الجيد للعلوم: ضمان مستقبل مستدام للجميع”.
وقالت في كلمتها في هذه المناسبة، إن هناك حاجة إلى العمل المنسق لوضع حد للانخفاض الذي يشهده التحاق الشباب بدراسة العلوم، بدءاً من باكورة العمر، وأن إدراج التعليم في المناهج الدراسية ليس كافياً لوحده، إذ لا بد من تهيئة البيئة الداعمة له من خلال رسم سياسات تعليمية تضمن المساواة في انتفاع الفتيات والفتيان بالتعليم، ومن خلال الاستثمار في المختبرات والموارد التي يمكنهم أن يؤدوا دوراً رائداً فيها، مع أهمية المعارف التقليدية ومعارف السكان الأصليين، وتسخير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الجديدة للابتكار والإبداع لدعم تحقيق نمو أكثر إنصافاً وشمولاً ولتحسين فرص العمل وتنظيم المشاريع، مع تعزيز الصحة وقدرة المجتمع على الصمود.
ولتحقيق تلك الأهداف تعمل اليونسكو على إدراج العلم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في السياسات الإنمائية والتعليمية الوطنية في بعض البلدان، كما أطلق مؤخراً التحالف العالمي في مجال العلم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات مع أكاديمية نيويورك للعلوم، بهدف الربط بين الحكومة والأمم المتحدة والقطاع الخاص والقطاع الأكاديمي بشأن الجهود الرامية إلى بناء مستقبل مستدام. كما تم تدشين مكتبة اليونسكو العالمية للعلوم، بالتعاون مع مؤسسة روش وقسم التعليم في مجال الطبيعة، وهي مكتبة تتيح مجاناً عبر الإنترنت مئات المقالات والصور والنصوص ووسائل الإيضاح وتسجيلات الفيديو من أجل تيسير فهم المفاهيم العلمية.
ويركز نشاط اليونسكو على النساء، إذ استطاع من خلال برنامج لوريال- اليونسكو للنساء في مجال العلوم، حفزهن على ممارسة المهن العلمية ودعمهن في هذا المجال، والذي دعمته خلال عامين متتالين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الإماراتية، في نسخته العربية.
وفي تقرير صدر في أكتوبر 2014 عن المنتدى الاقتصادي العالمي حول سد الفجوة بين الرجل والمرأة بناء على دراسة شملت 133 دولة، احتلت دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة الأولى على مستوى دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بتحقيقها معدلات مساواة متميزة بين الجنسين في جودة التعليم وغيرها من المعايير التي استندت إليها الدراسة الدولية التي تضمنت المساهمة الاقتصادية والسياسية والمساواة في مجال الرعاية الصحية للمرأة في تلك الدول .
وفي تقرير الجمعية العامة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، تحت عنوان تسخير العلم والتكنولوجيا لأغراض التنمية، والصادر في مارس 2014 بهدف تقييم التقدم المحرز في تنفيذ ومتابعة نتائج القمة العالمية لمجتمع المعلومات على الصعيدين الإقليمي والدولي، ذكر أن الإسكوا أكدت أن المنطقة العربية خطت خطوات كبيرة نحو تحقيق أهداف القمة العالمية لمجتمع المعلومات.