ثمن معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان، إطلاق جائزة محمد بن راشد للغة العربية العالمية، والهادفة إلى تشجيع الإسهامات الاستثنائية في خدمة اللغة العربية وتكريم روادها، وقال معاليه إن هذه الجائزة إنما تجسد اتساع أفق القيادة ونظرتها الثاقبة، وهي وإن حققت أعلى المؤشرات استجابة لمتطلبات التعليم المستدام بنهاية عقد الأمم المتحدة للتعليم من أجل التنمية المستدامة (2005-2014)، إلا أنها حرصت ولا تزال على أن يكون ذلك ضمن المعطيات الوطنية الراسخة في رؤية الإمارات 2021، التي نصت على أن تستعيد اللغة العربية مكانتها كلغة تتمتع بالحيوية والدينامية وتمارس في جميع المجالات، معبرة عن قيم الوطن الإسلامية والعربية، وأن تكون الإمارات مركزاً للامتياز في اللغة العربية، تستضيف العلماء والباحثين، وتدعم إنتاج المحتوى العربي الأصيل، وتشجع ترجمة الأعمال الأدبية والعلمية العالمية إلى اللغة العربية، فالاستدامة للتعليم والتنمية بأبعادها المختلفة مطلوبة ولكن استدامة اللغة والهوية أهم الأولويات.
وكان سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قد أطلق مؤخراً الجائزة متضمنة مجالات التعليم والإعلام والتعريب والتكنولوجيا وحفظ ونشر التراث اللغوي العربي، ومستهدفة عشر فئات ستكرم سنوياً، منها فئة التعليم العالي والتعليم العام –المدرسي-، حيث تكرم أفضل المبادرات والمشروعات والبرامج التي تصممها وتنفذها مؤسسات التعليم العالي لتشجيع استعمال اللغة العربية في الكليات أو الجامعات، والمبادرات التي تساعد على تعليم اللغة العربية من حيث المناهج أو طرائق التدريس، إضافة إلى الاحتفاء بالمراكز والبرامج المتخصصة في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، علاوة على تخصيص فئة للمبادرات التي تشجع على القراءة باللغة العربية ونشر الوعي بأهميتها وتيسير وصول الكتب إلى أيدي القراء.
وأكد معاليه أن ربط الجائزة بهذه المجالات الخمسة ليس سوى ترسيخاً وتأكيداً لآلية الوصول إلى هذه الرؤية، موضحاً أن لغتنا العربية لا تتعارض مع التطور والتحديث، بل إن الاستثمار فيها سيساعد الإمارات والوطن العربي بأسره على السير نحو المستقبل الواعد الذي تنشده الإمارات لها ولدول العالم، مشيراً إلى أهمية رعاية سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للمؤتمر الدولي الثالث للغة العربية – الاستثمار في اللغة العربية ومستقبلها الوطني والعربي والدولي-، ذلك الاستثمار الذي يمكن الأفراد من إتقانها، الأمر الذي ينعكس على الفهم والاستيعاب والقدرة على التعبير والتفكير وتحويل المهارات والقدرات إلى سلوك إيجابي ينعكس على العمل والمؤسسة والمجتمع والوطن بأكمله، إذ لهذه المهارات المكتسبة تأثيرات اقتصادية ومكاسب شخصية واجتماعية ووطنية.
ونوقشت الموضوعات كافة ذات العلاقة بالاستثمار في اللغة، ضمن 435 بحثاً ودراسة موزعة في 74 ندوة وست جلسات رئيسية، ساهم بها أكثر من 550 متحدثاً.
ونظم المؤتمر من قبل المجلس الدولي للغة العربية، بالتعاون مع اليونسكو، ومكتب التربية لدول الخليج العربية، واتحاد الجامعات العربية، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم -إلكسو-، وشارك فيه عدد من المسؤولين وصناع القرار والباحثين والمتخصصين والمهتمين من مختلف المؤسسات الحكومية والأهلية العربية والدولية، وعدد من الوزراء وأعضاء مجالس الشورى والبرلمانات العربية، وممثلين لوزارات الثقافة، والتربية والتعليم، والتعليم العالي، والجامعات، والإعلام، إضافة إلى مفكرين ورؤساء المنظمات والهيئات والاتحادات العربية والدولية.