أكد الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير الأشغال العامة رئيس المجلس الوطني للإعلام، أهمية الدورة الحادية والثلاثين لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي تعقد في قصر الإمارات برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ووصف في تصريحات صحفية خلال تفقده المركز الإعلامي الخاص بتغطية وقائع القمة الخليجية في فندق انتركونتيننتال أبوظبي، القمة بأنها خطوة مهمة على طريق التكامل بين دول المجلس في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والإعلامية والأمنية والثقافية.
حول إنجازات المجلس في مجال العمل الإعلامي المشترك بين دوله، قال إن مجلس التعاون نجح في تنسيق السياسات الإعلامية لدوله، والوصول إلى صيغة موحدة تراعي الأهداف الأساسية لمجلس التعاون في مجالات الإذاعة والتلفزيون والصحافة ووكالات الأنباء والمطبوعات والإعلام الخارجي.
وأشار إلى أن المجلس نجح أيضاً في توثيق التنسيق والترابط بين المؤسسات الإعلامية، بما يمكنها من تحقيق أهدافها ومسؤولياتها تجاه المواطن ودول المجلس بشكل أشمل، وتسخير جهدها وإنتاجها الإعلامي للمصلحة المشتركة.
وأوضح أن العمل الإعلامي المشترك يهدف إلى تعميق الإيمان بدور مجلس التعاون لدى المواطنين، من خلال تزويدهم بالمعلومات الدقيقة والسريعة عن مسيرة العمل المشترك وتحقيق المواطنة في مجال العمل الإعلامي سواء من خلال المساواة بتوفير فرص العمل لمواطني دول المجلس في الدول الأعضاء، أو من خلال العمل الإعلامي التجاري الذي يدخل ضمن مفهوم النشاط الاقتصادي.
ووصف الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام” الإنجازات الإعلامية التي تحققت في الدولة خلال الأعوام التسعة والثلاثين الماضية بأنها نقطة تحول مهمة في تاريخ الصحافة الإماراتية، لأنها نقلت الإمارات من المحلية إلى العالمية بفضل التطور المهني والفني الكبيرين في مسيرة العمل الإعلامي المؤسساتي في الدولة والتزام الإمارات بالنهوض بمستوى العمل الصحفي، من خلال التدريب المتواصل مع أفضل المعاهد والأكاديميات في العالم وافتتاح العديد من كليات الإعلام بالجامعات الوطنية والخاصة بالدولة.
وقال: “إن لغة الأرقام تتحدث حول المنجز الإعلامي في الدولة حيث توجد في الإمارات اليوم 15قناة تلفزيونية، و24 محطة إذاعية، و9 صحف عربية يومية، و7 صحف يومية، تصدر باللغة الإنجليزية، إضافة إلى وكالة أنباء الإمارات والعشرات من المجلات الأسبوعية والشهرية والدوريات المتخصصة”.
وأضاف: “كما توجد بدولة الإمارات اليوم أربع مناطق إعلامية حرة تحتضن عشرات المئات من المؤسسات الإعلامية والإذاعية والتلفزيونية والصحفية والإلكترونية الإقليمية والدولية، من بينها المنطقة الإعلامية الحرة بأبوظبي وتضم نحو 115 شركة إعلامية من مختلف أنحاء العالم ومدينة دبي للإعلام التي تضم 875 مؤسسة إعلامية”.
وقال إن ثورة المعلومات خدمت خططنا الإعلامية في الداخل والخارج، منوهاً بأن الموقع الإلكتروني للمجلس الوطني للإعلام “يو أيه إي إنتراكت” حقق قفزة نوعية في مجال نشر المعلومات بعدة لغات على شبكة الإنترنت، عن التطورات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية في الدولة، وكذلك موقع وكالة أنباء الإمارات باللغتين العربية والإنجليزية الذي يوفر إضافة إلى الأخبار والصور الفوتوغرافية والتلفزيونية.
وأكد التزام المجلس الوطني للإعلام بالتحديث المستمر للخدمات التي يقدمها، لافتاً إلى أن المجلس يعتبر التوسع في استخدام الإنترنت جزءاً مهماً في تخطيطه الاستراتيجي.
وقال: “إن دولة الإمارات تؤمن بضرورة الانفتاح على الآخر وتعريفه بحضارتنا وثقافتنا ومعالم نهضتنا الشاملة، ولذا فإننا نولي أهمية خاصة لمشاركة الدولة في الأيام الخليجية التي يقيمها مجلس التعاون لدول الخليج العربية سنويا في عدد من عواصم العالم”.
وفيما يتعلق بالتعاون الإعلامي الخليجي، أكد الشيخ حمدان بن مبارك ان المجلس يطمح إلى توحيد السياسات الإعلامية من خلال البحث في نقاط التماثل والتقارب بين السياسات الإعلامية القائمة في دول المجلس وصولاً إلى تصور مشترك أو صيغة موحدة تراعي الأهداف الأساسية التي قام من أجلها مجلس التعاون، خاصة أن هذا الطموح يواجه حالياً بالتحول نحو خصخصة أجهزة الإعلام الرسمية وإلغاء وزارات الإعلام في بعض دول المجلس، وتحويل أجهزة الإعلام إلى مؤسسات مستقلة في غالبية الدول الأعضاء، ومن شأن ذلك التوجه التركيز على تنسيق المواقف وتكثيف التواجد الإعلامي الخارجي كمجموعة واحدة تحمل خطاباً إعلامياً متجانساً، وتشجيع فرص المشاريع الإعلامية المشتركة من خلال القطاع الخاص بدول المجلس.
وشهد التعاون الإعلامي بين دول المجلس خلال العام الحالي عقد اجتماعات عدد من اللجان في مجال الإعلام المشترك، وركز عمل هذه اللجان حول تحقيق هدفين رئيسين هما خدمة إعلام دول المجلس، وتفعيل مجالات الإعلام المشترك بينها وخدمة مسيرة مجلس التعاون إعلامياً.
وتهدف اللجنة التي أقرها الاجتماع السادس عشر لوزراء الإعلام، إلى متابعة تقنيات الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، وتطورها والتعاون بين الدول الأعضاء في المجال الهندسي، وتبادل الخبرات والتنسيق بين الدول الأعضاء خلال الاجتماعات التي تعقد في الإطارين العربي والدولي، إضافة إلى تبادل الزيارات بين الهندسيين في دول المجلس.
وفيما يتعلق بالاستراتيجية الإعلامية فإن المجلس الأعلى قد قرر في دورته الثلاثين في الكويت، 2009 تشكيل لجنة تنسيقية دائمة من وكلاء وزارات الإعلام والمؤسسات الإعلامية والأمانة العامة بهدف تخطيط وتنسيق التعاون المشترك في مجال الفضائيات والشباب، يكون من بين اختصاصاتها إعداد استراتيجية خليجية مشتركة وتطوير المعايير والنظم الاسترشادية لزيادة التنسيق بين الجهات ذات الاختصاص واقتراح البرامج والخطط المناسبة لتفعيل توصيات منتدى الدوحة، على أن تقوم اللجان الوزارية المختلفة بالعمل على تنفيذ النتائج التي توصلت إليها فيما يخص توصيات المنتدى.
وكان المجلس الأعلى قد قرر في الدورة التاسعة والعشرين في مسقط عام 2008 الموافقة على إعداد استراتيجية للعمل الإعلامي المشترك بين دول المجلس للسنوات العشر المقبلة، ومباركة مقترح المملكة العربية السعودية لبدء دراسة بهذا الشأن.
وأصدرت إدارة التعاون الإعلامي والمطبوعات عدداً من المطبوعات الحديثة تمثلت في كتاب أيام مجلس التعاون باللغتين العربية والإنجليزية الذي يحتوي على رصد شامل لفعاليات أيام مجلس التعاون التي أقيمت في العواصم الأوروبية “باريس وبروكسل وبرلين ولاهاي ومدريد وروما ولندن”، كما تم إصدار كتيب دول مجلس التعاون ويشمل معلومات موجزة عن دول المجلس.