أجاب معالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي في الجلسة العاشرة من دور الانعقاد العادي الرابع من الفصل التشريعي الخامس عشر، التي عقدت الثلاثاء 17 فبراير 2015، برد كتابي على سؤال علي عيسى النعيمي عضو المجلس الوطني الاتحادي، حول جهود جامعة الإمارات لتطوير آليات الإرشاد الأكاديمي بالجامعة، إذ أن طلبة الجامعة تواجههم مشكلة في الإرشاد الأكاديمي، وفي توجيههم الصحيح نحو التخصصات المطلوبة، والمتناسبة مع إمكاناتهم وميولهم للانخراط في سوق العمل، لتلبية احتياجات اقتصاد ومجتمع المعرفة الذي تسعى الدولة للوصول إليه.
وورد في رد معاليه أن مركز القبول الموحد في الوزارة ينظم بشكل سنوي برنامجاً للإرشاد الأكاديمي لطلبة الثانوية والذي يشمل زيارات لجميع مدارس الدولة الحكومية والخاصة والمعاهد الفنية، وتنسق الوزارة في وقت مبكر من كل عام مع وزارة التربية والتعليم ومجالس التعليم والمناطق التعليمية في الدولة، ويتم إطلاعهم على خطة البرنامج للعام الدراسي والتي تحتوي على الجدول الزمني لهذه الزيارات وأماكن انعقادها. وآلية تنفيذ البرنامج تكون بمشاركة ممثلين من مؤسسات التعليم العالي المتمثلة في جامعة الإمارات العربية المتحدة، وكليات التقنية العليا، وجامعة زايد، والمعاهد والكليات التابعة لمركز أبوظبي للتعليم والتدريب المهني والتقني، وكلية الإمارات للتطوير التربوي، وجامعة خليفة، وذلك للرد على استفسارات الطلبة التي قد ترد خلال الزيارة.
وتهدف تلك البرامج إلى توعية وتعريف الطلبة وأولياء أمورهم بالبرامج والفرص التعليمية المتاحة لهم، إضافة إلى آلية القبول والتسجيل في مؤسسات التعليم العالي الحكومية والبعثات الخارجية التي توفرها الوزارة، وفي الجامعات الخاصة في الدولة والبرامج الدراسية المعتمدة. وكل ما له علاقة مثل شروط القبول وكيفية تعبئة طلب الالتحاق الإلكتروني وامتحان قياس الكفاءة التربوية.
كما أن المركز ينظم سلسلة من ورش العمل تحت عنوان “لنعمل سوياً في خدمة الطلبة”، تستهدف الأخصائيين الاجتماعيين والمنسقين والمرشدين الأكاديميين في المدارس والمؤسسات التعليمية والمناطق التعليمية، بهدف بناء جسر للتواصل وتبادل الأفكار والمعلومات والخبرات، لخلق وعي مبكر حول فرص التعليم العالي في الدولة وتقديم أفضل الخدمات للطلبة. كما قامت الوزارة بالتعاون مع المؤسسات التعليمية في الدولة ومن بينهم جامعة الإمارات العربية المتحدة، بإعداد دليل مؤسسات التعليم العالي الإلكتروني الذي يوفر كافة المعلومات المتعلقة بهذه المؤسسات، وطبيعة الدراسة بها وأعداد الطلبة فيها، وما تقدمه من منح، وما تعتمده من آليات قبول وتخصصات مطروحة ومتطلبات الالتحاق بها. مثل المؤهل السابق لكل تخصص ومعايير القبول ومدة الدراسة، وعدد الساعات الدراسية، والرسوم والمساقات التعليمية والمهارات المطلوبة لكل تخصص، مع نبذة عن كل تخصص وطبيعة الوظائف المرتبطة به، وموقع المؤسسة الجغرافي، كما يوفر الدليل معلومات عن التخصصات المطلوبة في سوق العمل لكل إمارة.
أما عن دور الجامعة في إرشاد طلبة الثانوية العامة، والذي يتم بالتنسيق مع الوزارة خلال الأشهر الأولى من كل عام دراسي، يتم توجيه دعوات لكافة مدارس الثانوية في الدولة، لتشرح كل جامعة ومن ضمنها جامعة الإمارات عن كلياتها وتخصصاتها المتاحة وشروط الالتحاق، وغيرها من تساؤلات واستفسارات تمكن الطلبة بعد الإجابة عليها من اختيار التخصص المناسب لمؤهلاتهم الدراسية وقدراتهم الأكاديمية. إضافة إلى المعارض الإرشادية المقامة في الجامعة، والتي من خلالها يمكن للطلبة المرور بمنصات الكليات المختلفة للتعرف عن قرب وبشكل دقيق ومفصل بتخصصاتها ومتطلباتها. كما تشارك الجامعة في معرض الإرشاد الأكاديمي المهني الذي تقيمه وزارة التربية والتعليم في كافة مناطق الدولة التعليمية لعرض كافة المعلومات عن الكليات المختلفة وعن مرافق الجامعة وخدماتها المتعددة.
كما تشارك الجامعة في كافة المعارض الإرشادية التعليمية التي تقام على مستوى الدولة بهدف تعريف الطلبة وأولياء أمورهم والعاملين في المجال الأكاديمي بدور الجامعة في مجال التعليم العالي في برامج البكالوريوس والماجستير والدكتوراة ومن أهمها؛ معرض الخليج للتعليم والتدريب، ومعرض النجاح، ومعرض الإمارات للتعليم والتوظيف والتدريب، ومعرض العين للتعليم والتوظيف والتدريب، ومعرض الجامعات في المنطقة الغربية، ومعرض التعليم والتوظيف في الفجيرة. كما تلبي الجامعة كافة الدعوات الموجهة لها من مختلف مدارس الثانوية للرد على استفسارات وأسئلة الطلبة وتوزيع الكتيبات الإرشادية وتقديم عرض عن التخصصات. وتعزز الجامعة وتقوي علاقتها بالمرشدين المهنيين في المدارس وتوفر لهم كافة المعلومات التي تساعد الطلبة على اختيار التخصصات الملائمة لميولهم وقدراتهم، إذ تقيم الجامعة يوماً مفتوحاً وتوزع على المرشدين كتيبات إرشادية خاصة بكليات الجامعة.
وفي ذلك الإطار يتم العمل على مشروعين؛ يستهدف أحدهما الطلبة في مرحلة الصف العاشر لتوعيتهم بمتطلبات سوق العمل والتخصصات الأكثر تلبية لاحتياجات الدولة التنموية بما يتوافق مع مؤهلاتهم وقدراتهم. ويستقطب الآخر طلبة المرحلة الثانوية ابتداء من الصف التاسع للتواصل مع الجامعة عبر موقع إلكتروني خاص لإرشادهم، كما يمنحهم فرصة التعرف على ميولهم الحقيقية من خلال بعض الاختبارات الخاصة بقياس الميول. ويرد على استفساراتهم بشكل فوري.
ولا يقتصر دور الجامعة على إرشاد وتوجيه الطلبة قبل الانضمام إليها، إنما تستمر في ذلك حتى بعد قبولهم واختيار تخصصاتهم المناسبة، ويستمر ذلك حتى التخرج، وتعمل الجامعة دوماً على التأكد من سلامة السياسات والإجراءات المتخذة في هذا الشأن؛ والتأكد من تحديد الكليات لكل طالب مرشد أكاديمي يتناسب مع تخصصه ومستواه الدراسي، وتزويد الطالب سنوياً بما تم إنجازه من متطلبات التخرج من الخطة الدراسية والتي تحدّث سنوياً ويتم تزويد الطلبة بها. كما تلزم الجامعة الطلبة بالمشاركة في الإرشاد الأكاديمي الذي تقيمه وحدات الإرشاد والإدارات المعنية قبل كل فترة تسجيل، وتحمّل الطلبة الذين يغيرون تسجيلهم بما لا يتوافق مع الإرشاد الأكاديمي وخطتهم الدراسية، مسؤولية وعواقب هذا التغيير الذي قد يؤثر في تقدمهم في الدراسة والحصول على الدرجة العلمية.
ولفت رد معاليه الانتباه إلى أن الإرشاد الأكاديمي يشمل الإرشاد العام، والذي يتضمن تعريف الطلبة وأولياء أمورهم بالنظام الجامعي ونظام الساعات المعتمدة وخطوات التسجيل والمرشدين الأكاديميين ولوائح ونظم الجامعة، ومرافقها وخدماتها.
والإرشاد الخاص الذي يتم من خلال تعيين المرشدين الأكاديميين الذين يتمتعون بالخبرة التامة بالخطط الدراسية، والقدرة على وضع استراتيجية شاملة لمتابعة أداء الطلبة الأكاديمي وتقديم النصح والإرشاد لهم خلال مسيرتهم الأكاديمية وحتى يتخرجوا في المدة المحددة دون تأخير، من خلال مساعدتهم في اختيار المساقات الملائمة، وكذلك توجيهه لاكتساب مهارات للتحضير لدخول سوق العمل من خلال المشاركة في الأعمال والنشاطات الطلابية الجماعية والتواصل مع الآخرين، وتشجيعهم على المشاركة في إنشاء روابط بين الجامعة والمؤسسات المجتمعية تمهيداً لدخولهم سوق العمل من خلال التدريبات والدراسات والأبحاث المشتركة. كما تعمل الجامعة دوماً على توطيد التواصل بين أسرة الجامعة وأولياء الأمور.
وأكد معاليه في رده على السؤال الخاص بفتح كليات لتخصص التربية الرياضية في الجامعات الحكومية، بأن الوزارة تحرص على تشجيع الجامعات الحكومية والخاصة على طرح برامج أكاديمية لتلبية احتياجات سوق العمل في الدولة، وربط ذلك بمشاريع التنمية المستدامة، ورفد القطاعين الحكومي والخاص بالكوادر المواطنة والمؤهلة في المجالات التخصصية المختلفة. وأن تخصص التربية الرياضية كان قد طرح في جامعة الإمارات العربية المتحدة وتخرج منه 220 مواطناً يعملون في قطاعات مختلفة ذات صلة بالتربية البدنية والرياضية. إلا أنه تم تجميد التخصص عام 2000 بعد تراجع الإقبال عليه، فيما يتم حالياً تطوير البرنامج لإعادة فتحه مع بداية العام الجامعي 2015-2016. وسيتم توعية الطلبة بأهمية هذا البرنامج من خلال الإرشاد الأكاديمي، على أن يتم لاحقاً تعميم التخصص في الجامعات الحكومية والخاصة، لتفعيل وتأهيل الكوادر الوطنية في هذا المجال، الأمر الذي قد يحفز مستقبلاً إنشاء كليات متخصصة في هذا المجال على مستوى الدولة.