تنفذ وزارة الأشغال العامة جملة من مشروعات البنية التحتية في الإمارات الشمالية ترجمة لتوصيات لجنة متابعة مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة، الرامية إلى تطوير هذا القطاع بشكل شمولي في تلك الإمارات، لتسهيل الحركة المرورية للمستخدمين، وتعزيز التنمية الشاملة والمستدامة، والارتقاء بجودة الخدمات المقدمة لأبناء الوطن، مع رفع مستويات الأمن والسلامة على الطرق .
في الحوار الآتي نتعرف من د . عبدالله بلحيف النعيمي، وكيل وزارة الأشغال العامة، إلى أبرز مشروعات الطرق والجسور التي نفذتها وستنفذها الوزارة في إمارة عجمان، ونسب ومواعيد الإنجاز، وعلى رأسها مشروع تطوير تقاطع الشيخ خليفة الذي يتواصل العمل فيه منذ أكثر من سنتين، ومعرفة المرحلة التي وصلت إليها الجهود المبذولة في سبيل التوصل إلى صيغة نهائية مشتركة مع إمارتي عجمان والشارقة لتطوير دوار بوابة عجمان الحدودي، المعروف ب”رونا”، إضافة إلى أسباب تأخير العمل في تطوير طرق النعيمية وبعض المشروعات الأخرى .
بداية كيف تقيّمون مستوى تطور البنية التحتية في إمارة عجمان؟
ما من شك أن إمارة عجمان تشهد تطوراً شاملاً، يشار له بالبنان، سواء لجهة العمارة أو الاقتصاد أو الاستثمار أو الإسكان أو السياحة، كل ذلك جاء محصلة لتوجيهات القيادة الحكيمة، لتطوير قطاع البنية التحتية فيها، والذي قطعت فيه دائرة البلدية والتخطيط، ومعها وزارة الأشغال العامة، شوطاً كبيراً بعد إنجاز مشروعات كبيرة نفذتها في السنوات الخمس الماضية، وكان لها دور كبير في إحداث هذه النهضة الشاملة التي نتحدث عنها، على اعتبار أن البنية التحية هي أساس التنمية والتطور والنهوض .
أبرز المشروعات
ما أبرز مشروعاتكم في إمارة عجمان؟
أبرز مشروعاتنا هو مشروع تقاطع الشيخ خليفة المعروف سابقاً بتقاطع الحميدية، والذي يندرج ضمن مبادرات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لتطوير البنية التحتية في الإمارات الشمالية، وهو أحد أكبر المشروعات التي تسعى الوزارة إلى تنفيذها في أسرع وقت ممكن، من أجل خدمة سكان الدولة، وتسهيل وتحسين الحركة المرورية للمستخدمين المتجهين إلى الإمارة نفسها، وللخارجين منها على حد سواء، علماً أن تطوير التقاطع الذي يكلف نحو ربع مليار درهم، هو جزء كبير من سلسلة مشروعات أخرى لتطوير شارع الاتحاد الذي كان يعرف حتى وقت قصير بشارع الشيخ زايد، وهو امتداد لشارع اتحادي يخدم الدولة بأكملها، ويستحق التطوير لأنه مدخل رئيس للإمارة حتى يواكب التنمية الشاملة التي تشهدها إمارة عجمان في كل المجالات.
وماذا عن نسبة وموعد إنجاز هذا التقاطع؟
لله الحمد فإن العمل في هذا المشروع يسير بوتيرة متسارعة، ثم إن المعالم الرئيسية له من جسور وأنفاق وطرق باتت واضحة وظاهرة للجميع من كل الاتجاهات، بعد أن أنجزنا الجزء الأكبر منه، أي ما يزيد عن نحو 90%، ولم يتبق سوى بعض الأجزاء الصغيرة التي اعتبرناها إضافات تحسينية، سيصار إلى إنهائها ربما مع نهاية العام، أو بعد بداية العام المقبل بقليل، علماً أن هذه الأجزاء أو الإضافات التي لحقت بالمشروع لا تعيق افتتاحه أمام حركة المركبات، ما يعني أنه سيصبح جاهزاً للافتتاح بعد نحو شهر من الآن .
معوقات
لكن المشروع أخذ وقتاً إضافياً عن المدة المحددة لتنفيذه، هل لك أن تشرح لنا أسباب التأخير؟ وما العوائق التي واجهتكم أثناء العمل فيه؟
بالفعل ثمة تأخر عن الموعد المحدد لإنجاز المشروع، وتجاوزت أيام العمل فيه ال 860 يوماً، لكن هذا التأخير لا يتعلق بنا كوزارة أشغال، ولا بشركة المقاولات، وإنما بالموقع نفسه، اعني أن هناك عقبات فاجأتنا وقت العمل في الأساسات أبرزها خطوط المياه والكهرباء والاتصالات، خصوصاً أن هذا التقاطع هو من أقدم التقاطعات في الدولة وأصعبها لجهة تعقيد شبكات الخدمة الأرضية الرئيسية التي تغذي الإمارة بأكملها بما في ذلك خطوط الكهرباء عالية “الفولتية”، ذلك بسبب عدم وجود مخططات وخرائط لتلك الشبكات .
تضاف إلى هذه العقبات عقبة أخرى لا تقل شأناً عما سبق، وهي أن هذا التقاطع يقع على شارع رئيسي اتحادي، وهو كما قلنا يعتبر مدخلاً للإمارة، وشرياناً يربطها بمناطقها، وبالتالي فإنه من الصعوبة أن تخنق الحركة المرورية وتغلق جميع الطرق المؤدية إليه من أجل رفع وتيرة الإنجاز لأن سياستنا مبنية على أن راحة الإنسان وعدم التسبب بأي إعاقة أمام حركته اليومية أهم وأعلى شأناً واعتباراً من الإسراع في تنفيذ المشروع، كما يراعى أن تستمر مصالح الناس وتسهيل الحركة المرورية أمامهم حتى لو تأخر الإنجاز .
تعاون مؤسسي
وكيف تغلبتم على هذه العقبات؟
يمكن أن أضع عنواناً رئيساً لكيفية التغلب على العقبات التي واجهتنا أثناء تنفيذ المشروع، وهو التعاون المؤسسي بين الجهات المعنية في الحكومتين الاتحادية والمحلية، من أجل تسهيل العمل بالمشروع، وإنجازه في أسرع وقت دون مواجهة أية عقبات قد تؤخره .
ومنذ أن بدأنا بالمشروع وإلى الآن ما زال التعاون والتشاور والتنسيق المشترك سيد الموقف بين كل من وزارة الأشغال العامة، ودائرة البلدية والتخطيط في عجمان، وهيئة المياه والكهرباء الاتحادية، وشركة اتصالات، وبقية المؤسسات الخدمية ذات العلاقة، ولا بد أن تراعى في مثل هذه المشروعات الكبيرة مصالح المؤسسات الخدمية التي توفر خدمات أساسية للناس الذين نحرص ألا نقطع عنهم أي خدمة لدرجة أننا حولنا خطوط المياه الرئيسية الواقعة أسفل التقاطع إلى خطوط أخرى دون أن نقطع المياه عن أحد، كما حولنا طرقاً رئيسية مجاورة للتقاطع إلى طرق أخرى ولم نتسبب بأي أزمة، وهذا يحسب لجميع المؤسسات المتعاونة في الدولة .
بقية شارع الاتحاد
كما نعرف فإن مشروع تقاطع الحميدية هو أحد المشروعات الكبيرة على شارع الاتحاد، ولكن هذا الشارع بحاجة لجسور أخرى في مناطق مختلفة، فهل أدرجت هذه الجسور في قائمة المشروعات خاصتكم؟
صحيح أن وزارة الأشغال هي الجهة المنفذة لمشروعات البنية التحتية الاتحادية، لكن ثمة مظلة وجهة أعلى وهي لجنة متابعة مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة، التي تمنحنا صلاحيات أكبر وأوسع لاتخاذ القرارات بشأن أية مستجدات على صعيد المشروعات، أو ما يتصل بها من كلف إضافية وتوسعات، أو لجهة الطلبات التي نرسلها لأية مؤسسة خدمية تشترك معنا في خدمات البنية التحتية، وهذا يقودنا إلى القول إن هناك تنسيقاً متواصلاً بين كل من هذه اللجنة، ووزارة الأشغال، ودائرة البلدية والتخطيط من أجل رفع كفاءة البنية التحتية في المناطق الأخرى في إمارة عجمان .
وثمة مشروعات مستقبلية سيصار إلى تنفيذها في الوقت المناسب من ضمنها تكملة تطوير شارع الاتحاد، علماً أن دائرة البلدية والتخطيط تعمل بنشاط ملحوظ لتنفيذ أي مشروع من شأنه خدمة الحركة المرورية، وتسهيل التنقل على الطرقات، ودعم وتطوير قطاع البنية التحتية في الإمارة .
شمولية الفائدة
وهل ثمة مشروعات أخرى في عجمان لم تعلنوا عنها ضمن المبادرات؟
أؤكد أن لجنة متابعة مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة ووزارة الأشغال تجاوزتا مسألة الحُصص أو النسب لمصلحة كل إمارة، ولا يوجد هناك شيء اسمه هذه حصة عجمان وهذه حصة أم القيوين وهذه حصة الفجيرة على سبيل المثال، لأن هناك شيئاً اسمه بنية تحتية شاملة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ونحن في لجنة المتابعة وفي وزارة الأشغال ملتزمون بتطوير البنية التحتية وبالتحديد الطرق الاتحادية الرابطة، وهناك مخطط شمولي للإمارات كافة، وليس لإمارة دون أخرى، وأعتقد أن قطاع الطرق والبنية التحتية في الدولة سيرى مراحل جديدة من التطوير في السنوات الخمس المقبلة، من خلال هذا المخطط التنموي للإمارات لا سيما إمارات الشارقة وعجمان وأم القيوين والفجيرة ورأس الخيمة .
دوار “رونا”
ماذا بشأن دوار بوابة عجمان المعروف بدوار “رونا” وأين وصلت جهودكم من أجل تطويره وتنفيذ المقترح الذي أعلنتم عنه سابقاً؟
ما من شك أن هذا الدوار بحاجة ماسة للتطوير، ويعد من أكثر الأماكن ازدحاماً في إمارة عجمان مع الحدود مع إمارة الشارقة من جهة شارع العروبة، ونحن في وزارة الأشغال سبق وأن أعلنا عن نيتنا تنفيذ المشروع، وقدمنا مقترحات وتصميمات يفترض أنها تراعي مصلحة وحاجة الإماراتيين بعد دراسات مستفيضة للمنطقة المحيطة بالدوار، على اعتبار أن هذا الدوار يقع على منطقة حدودية بين الإمارتين، لكن واجهتنا بعض العراقيل ونقاط الاختلاف، إلى أن وصلنا مؤخراً إلى مرحلة متقدمة من الاتفاق حول كيفية إدارة وتنفيذ المشروع، والشكل النهائي له، واجتزنا الشق الأصعب حتى وصلنا لهذا الاتفاق الذي يقوم على تنفيذ التصميم المقترح الذي كشفنا عنه سابقاً لوسائل الإعلام .
وكما نعرف فإنه عندما يكون موقع العمل حدودياً بين إمارتين، فإن ذلك يتطلب تنسيقاً في ما بينهما، كون كل منهما يعمل وفق مخططات عمرانية خاصة به، إضافة إلى إمكانية وجود وتنفيذ خدمات تحت الأرض لتلك الإمارات، فضلاً عن أن لكل إمارة مخططات شمولية مستقبلية خاصة بها، تسعى إلى تنفيذها، بهدف توفير الخدمات وفق المواصفات المطلوبة .
ومشروع تطوير الدوار سيرى النور قريباً، لكن من دون تحديد موعد للتنفيذ، ولو أن تنفيذ المشروع تم وفق الطريقة والتصميم المقترحين، فإنه يعد من أفضل الحلول، والأكثر إبداعاً وتفرداً على مستوى العالم من دون مبالغة .
طرق النعيمية
أعلنتم كذلك عن تطوير طرق في منطقة النعيمية بالاشتراك مع دائرة البلدية والتخطيط التي أعلنت عن توليها مسؤولية تطوير طرق أخرى في المنطقة نفسها وإلى الآن لم نر شيئاً على الأرض، فهل لك أن توضح لنا أسباب التأخير؟
وزارة الأشغال ستنفذ جزئية محددة من مشروع طرق النعيمية، وهي جزئية تصريف مياه الأمطار، ولم نبلغ دائرة البلدية والتخطيط أننا سنطور طرقا فيها من الألف إلى الياء، باستثناء مشروع التصريف، بل إن جزئية التصريف مقتصرة على المنطقة الواقعة ضمن التقاطع الحدودي المعروف بدوار رونا، على اعتبار أن هذا الدوار يغذي طرقاً باتجاه النعيمية المحاذية للحدود مع الشارقة .
أما سبب التأخير فمرده إلى أن تنفيذ الشق المتعلق بالوزارة لن يتم قبل البدء بتنفيذ مشروع دوار “رونا” لأن مشروعي النعيمية و”رونا” هما مشروع واحد لا يجوز البدء بواحد دونما الآخر، وبالتالي فإن مشروع طرق النعيمية سيرى النور عندما يراه مشروع الدوار، ونأمل أن يكون في أقرب وقت ممكن .
شريان رئيس للإمارة
يشمل مشروع تطوير تقاطع الحميدية الذي تنفذه وزارة الأشغال العامة إنشاء عدة جسور وأنفاق، بعدد حارات مناسبة حسب حجم المرور على كل حركة بين شوارع التقاطع، التي تشمل شارع الشيخ راشد بن سعيد المكتوم، وشارع الشيخ مكتوم بن راشد، إضافة إلى شارع الشيخ خليفة بن زايد .
كما يشمل ترحيل الخدمات المتأثرة بالتقاطع الجديد، وإزالة المعوقات، وإنارة الشوارع، والجسور، والأنفاق، والحواجز المعدنية، والخراسانية، وحواف الطريق، وعلامات الطريق، واللوحات المرورية الإرشادية والتنظيمية، وشبكة لتصريف مياه الأمطار، وغيرها من مستلزمات الطريق .
ويشكل التقاطع الجديد بعد إنجازه وافتتاحه شرياناً رئيساً لإمارة عجمان، إذ سيربطها بشارع الإمارات، إضافة لموقعه المتوسط على طريق الاتحاد بين إمارتي الشارقة وأم القيوين، وربط ذلك كله مع منطقة الميناء بإمارة عجمان، مثلما يربط عدة مراكز ومؤسسات خدمية ومناطق مهمة بعضها ببعض، ويختصر الوقت، ويسهل الوصول منها وإليها مثل الدفاع المدني، و”سيتي سنتر” عجمان، والمنطقة الصناعية وغيرها .