Header

في مجلسه بقصر البطين في أبوظبي / محمد بن زايد يشهد محاضرة “طب الأطفال يغير مستقبل الصحة”

شهد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة المحاضرة التي ألقاها الدكتور كورت نيومان الرئيس والرئيس التنفيذي للمركز الوطني لطب الأطفال، في حرم مبنى الشيخ زايد لطب الأطفال المتقدم في العاصمة واشنطن بعنوان “تغيير مستقبل الصحة من خلال طب الأطفال” وذلك بمجلس سموه في قصر البطين في أبوظبي .

وحضر المحاضرة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وعدد من كبار الشخصيات والوزراء وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الدولة .

وأعرب المحاضر عن سعادته لوجوده في أبوظبي وإلقاء محاضرة في مجلس سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان موضحاً أنه عمل في الإمارات وان هناك شراكة مع أبوظبي والإمارات منذ 20 عاماً في معالجة مئات الحالات المرضية، مؤكداً أن الأطباء في معهد الشيخ زايد لطب الأطفال في واشنطن يعملون على إحداث تغير في صحة الأطفال من خلال التقنيات الحديثة والخريطة الجينية، بإجراء الابحاث العلمية الدقيقة للوصول إلى أساليب علاجية أكثر نجاعة، وهناك أمل كبير لتحسين صحة الأطفال في العالم من خلال الابحاث التي يتم إجراؤها والتقنيات التي يتم التوصل إليها .

عيادة التكنولوجيا التفاعلية

وكشف عن أن الأطباء في معهد الشيخ زايد لجراحة الأطفال في واشنطن طرحوا تصميماً لإنتاج روبوت جراحي مخصص للأطفال حيث عرض خلال المحاضرة صوراً للروبوت الجراحي للأطفال مشيراً إلى أنه يمتاز بصغر حجمه وإمكانية استخدام تقنية الرنين المغناطيسي في متابعة الحالات خلال الجراحة ما يفتح آفاقاً أوسع نحو إحداث نقلة نوعية في جراحات الأطفال على المستوى العالمي، كما أن الأطباء في المركز الوطني لطب الأطفال انشأوا عيادة تركز على التكنولوجيا التفاعلية باستخدام وسائل ثلاثية الابعاد لقياس الألم ومعالجة الامراض وتمّ إحراز تقدم في معهد الشيخ زايد لتطوير جراحة الأطفال تمثل في (مقياس الألم وهو جهاز يقيس درجة الحساسية للألم الناجم عن الضغط) .

وأكد الدكتور كورت ان هناك شراكة متنامية مع أبوظبي وأن هناك رؤية مشتركة حول تحسين صحة الأطفال، مشيراً إلى تطبيق برنامج متطور في مستشفيات الإمارات وأبوظبي لفحص الأمراض القلبية للأطفال حديثي الولادة بقياس نسبة الأكسجين في الدم والنبض لتحديد اي خلل في عمل القلب ولتشخيص الأمراض القلبية في مراحلها الأولية وتستغرق مدة الفحص 3 دقائق للطفل الواحد، وشمل الفحص نحو 80 ألف طفل العام الماضي في الإمارات وأبوظبي ومن خلاله تم انقاذ 10 أطفال بتقنية الفحص المتقدم وهو إنجاز مذهل، وتعتبر الإمارات الاولى في العالم التي تطبق هذا الفحص ما يعكس حرص القيادة في الإمارات على توفير أفضل الخدمات للسكان وأن القيادة في الإمارات ملتزمة بتحسين الرعاية الصحية للمواطنين، مشيراً إلى التعاون والدعم الذي يحظى به المركز الوطني لجراحة الأطفال ومعهد الشيخ زايد لجراحة الأطفال في واشنطن من حكومة أبوظبي، حيث كانت البداية التفكير في طرق جديدة لتحسين صحة الأطفال، وكانت النتيجة تأسيس معهد الشيخ زايد لتطوير جراحة الأطفال الذي يحظى بدعم حكومة أبوظبي، ويتمثل هدفنا، نحن وشركاؤنا، في تحسين طب الأطفال في أبوظبي وواشنطن والعالم أجمع .

شراكة الابتكار

وقال ان الإمارات جاهزة لإحداث نقلة نوعية في القطاع الصحي لما لها من شراكات مع المراكز والمعاهد العالمية، مشيراً إلى أن هناك روابط بين الجهات الصحية في أبوظبي ومعهد الشيخ زايد لجراحة الأطفال في واشنطن باستخدام التقنيات المتطورة للتواصل في مناقشة الموضوعات الصحية المهمة منها آي باد وأنظمة كمبيوتر متطورة لتبادل المعلومات والصور التشخيصية للحالات الصعبة وصولاً إلى حلول علاجية مناسبة .

وركز المحاضر على الشراكات الداعمة للابتكار من أجل تحسين صحة الأطفال، والطب الاستباقي أسلوب جديد في التفكير: الصحة في الصغر ضمانة في الكبر، وايجاد طرق لمواجهة أو حتى القضاء على المشاكل الصحية قبل تطورها إلى جانب الروبوت الجراحي والتركيز على التقنيات الجينية في معالجة الأمراض والوقاية منها مشيراً إلى ان التركيز يتمحور حول التفكير بطريقة جديدة في التعامل مع الامراض وعلاجها والوقاية منها .

وتطرق المحاضر إلى المخاوف العالمية والإقليمية في ما يتعلق بالرعاية الصحية للأطفال مؤكداً أهمية الشراكات في تحقيق التقدم الطبي وضرورة تجاوز النظرة التقليدية للطب وذلك من خلال البدء في معالجة المشكلات الصحية للأطفال أولاً، وانه بالامكان إحداث تغيير شامل في صحة الأطفال من خلال الاستفادة الصحيحة من الطب الوقائي والتكنولوجيا وعلم الوراثة، موضحاً أن 3 ملايين طفل يموتون سنوياً بعد الولادة وأن 380 ألف طفل يتوفون بسبب الحوادث المختلفة على المستوى العالمي، وانه بالإمكان انقاذ طفلين بين كل 3 أطفال معرضين للوفاة ما يعكس أهمية التركيز على التشخيص الدقيق للأمراض عند الأطفال واكتشافها في مراحل مبكرة واستخدام التقنيات المتطورة في علاجها .

الطب الاستباقي

وتطرق المحاضر إلى فكرة التطبيق التعاوني لما يعرف باسم “الطب الاستباقي” (Anticipatory Medicine) وذلك من أجل تقديم الرعاية الصحية اللازمة للأطفال اليوم بهدف تحسين صحة الكبار في المستقبل، موضحاً ان الطب الاستباقي هو أسلوب جديد في التفكير يعتمد على ثلاثة عناصر هي الوقاية والكشف والتدخل ويقوم على الانطلاق من منظور صحة الطفل للوصول إلى إنسان بالغ يتمتع بصحة سليمة، مشيراً إلى ان التفكير البعيد النظر في مجال الرعاية الصحية اي رعاية الأطفال اليوم تؤدي إلى تحسين صحة الجميع في المستقبل .

وتحدث الدكتور كورت نيومان عن أهمية الاستفادة من التقدم الذي تمّ إحرازه في المجال التكنولوجي وتقنيات الفحص وطب الأمراض الوراثية في تحديد المشكلات الصحية للبشر في المستقبل ومعالجتها بصورة استباقية موضحا ان امراض السمنة والربو وأمراض القلب وأمراض السكري والسرطان جميعها أمراض يمكن الوقاية من نسبة كبيرة منها وتجنب مضاعفاتها من خلال الشراكات البناءة، مشيراً إلى أن برنامج فحص حديثي الولادة لاكتشاف امراض القلب تم التوصل اليه من خلال شراكة مع حكومة أبوظبي، وأن هذا الفحص الذي يتم باستخدام عداد النبض أو مقياس التأكسج تعتمده كلٌّ من هيئة الصحة- أبوظبي وشركة أبوظبي للخدمات الصحية (صحة) في أبوظبي للكشف عن العيوب الخلقية في القلب لدى الأطفال حديثي الولادة، وهو ما ينقذ حياة الكثيرين .

وأكد أن علم الوراثيات سيشكل فارقاً مهماً في رسم خريطة طب الأطفال لأنه إذا أدركنا معرفة الكثير من المعلومات فإنه بإمكاننا حماية الاجيال ووقايتها من الامراض المختلفة وأن منظمة الأطفال للحفاظ على سلامتهم التي تأسست عالمياً من قبل الدكتور مارتن تركز على وضع السياسات التي من شأنها حماية الأطفال من الحوادث المختلفة والأمراض .

وقال ان طب الأمراض الوراثية سيسمح بالتدخل المبكر من أجل منع الاضطرابات التي تصيب البالغين مثل السمنة والنوع الثاني من مرض السكري والربو، وسيؤدي علم التخُّلق (Epigenetics) وهو دراسة التغيرات الموروثة في تركيب ووظيفة الخلية أو العضو وفي وظيفة ومظهر الفرد ككل دون إحداث تغير في ترتيب لبنات المادة إلى تطوير أدوية أو وسائل علاجية جديدة تقضي على أمراض معينة، كما سيسمح طب الأعصاب الجنيني (Fetal neuromedicine) للأطباء بمعالجة المشكلات الصحية قبل الولادة .

وأضاف ان علم الوراثيات الذي يحظى باهتمام القطاعات الصحية في الإمارات يركز على جينات الأطفال لعزل الجينات المسؤولة عن الامراض المختلفة، وبالتالي البحث عن الأساليب العلاجية المناسبة ما يسهم في اعداد خريطة وراثية وجينية للأطفال حيث يمكن من خلال الأبحاث والدراسات الحالية التي تركز على هذا الجانب التعرف إلى 34 مرضاً يمكن علاجها والوقاية منها، ومن المتوقع نشر هذه الخريطة الوراثية بعد نحو 10 سنوات، وهذه الخريطة ستفتح الآفاق نحو معرفة المزيد عن آلاف الأمراض مؤكداً أن التدخل الاستباقي يركز على الاستخدام العلاجي قبل تطور المرض وقبل حدوث الاورام السرطانية، وهذه التكنولوجيا أصبحت أقل كلفة وفتحت المجال أمام الكثير من التجارب التي تساعد على تغير الكثير من المفاهيم الطبية في العقل المقبل .

وأكد أن تحسين صحتنا في المستقبل يتطلب بذل جهود مركزة الآن وانطلاقاً من رؤيتنا المشتركة للصحة ومن تضافر الجهود في ما بيننا، فإنه لا توجد حدود لما يمكننا تحقيقه .

تأسيس برنامج للعلاج عن بعد بين الإمارات ومركز طب الأطفال في واشنطن

أكد الدكتور كورت نيومان أهمية الشراكات الإبداعية الهادفة إلى تحسين صحة الأطفال مشيراً إلى تأسيس برنامج التطبيب عن بعد في الإمارات من خلال المركز الوطني لطب الأطفال ومعهد الشيخ زايد لجراحة الأطفال في واشنطن والمستشفيات في الإمارات والذي يسمح بإجراء الاستشارات المباشرة بين الاختصاصيين في واشنطن ودولة الإمارات .

وعرض خلال المحاضرة صوراً لطفل في مستشفى الفجيرة يتم متابعة حالته عن بعد مع اطباء في المركز الوطني لطب الأطفال في واشنطن، حيث يتم نقل الصور التشخيصية ونتائج الفحوص للاطباء الاستشاريين، الذين بدورهم يناقشون الحالة مع الاطباء المشرفين بشكل مباشر على الحالة للوصول إلى برامج علاجية مناسبة وسريعة . وفي معرض إجابته عن أسئلة الحضور حول الروبوت الجراحي قال انه بامكان الجراح في واشنطن أو أي مكان في العالم تحريك الروبوت الجراحي واجراء عملية جراحية عن بعد، وهذه التقنية تفيد في حالات كثيرة منها في الحروب، موضحا ان الاطباء الجراحين المهرة بامكانهم استخدام الروبوت الجراحي بعد تأهيلهم وتدريبهم وهذا ينطبق على أبوظبي .

وأشار إلى معهد الشيخ زايد لتطوير جراحة الأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية استقبل طالبتين من قسم الهندسة الطبية الحيوية في جامعة خليفة للالتحاق بدورة مدتها ثمانية أسابيع ضمن برنامجه للطلبة المبدعين بمقر المركز في واشنطن .

أبيات شعرية في ذكرى رحيل زايد

قدّمت الدكتورة أمنيات الهاجري مديرة دائرة الصحة العامة والسياسات في هيئة الصحة في أبوظبي المحاضر في كلمة قالت فيها، نلتقي في مجلس رمضاني متميز في ليلة رمضانية لا ننسى ذكراها، ليلة تصادف ذكرى رحيل أبينا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله وجعل الجنة مثواه، 8 سنوات مرت وحبه في قلوبنا لا يزيد الا قوة وتمكيناً، يعجز النثر عن وصفه فيفيض شعراً:

ما مات زايد وسط الارواح ملفاه

في كل نبضة قلب تلقاه خالد

قالوا تذكر قلت ياكيف ابنساه ؟!

باني حضارة شعب قايد ووالد

زايد علا بالمجد والخير يمناه

مهد دروب العلم والخير زايد

بيعيش زايد وجنة الخلد مثواه

ما مات من خلف قروم (ن) تلايد

هذا خليفة سار في نفس ممشاه

وشوفة بوخالد كنها شوف زايد

يا إمارات الفخر عهد (ن) قطعناه

واسمع يا كل الكون وانسى القصايد

بلادي الاولى والثاني ما ارضاه

محد (ن) يسابق شعب رباه زايد

رحمك الله يا أبانا وجعل الجنة مثواك، وجعل كل عمل خير نعمله في ميزان حسناتك، والله يشهد إننا على عهد الوفا باقون . وقالت الدكتورة أمنيات إن حرم مبنى الشيخ زايد لطب الأطفال المتقدم بواشنطن مثال حي على امتداد أيادي زايد البيضاء حتى بعد مماته والى أقصى بقاع العالم، وهو صرح يضم بين حناياه المركز الوطني لطب الأطفال، هذا المركز الذي يبدع في استحداث وتطبيق أحدث الأساليب العلاجية والوقائية لأمراض وإصابات الأطفال ويعد منارة علم يصل نورها بقيادته لجميع أطفال العالم وأسرهم .

المحاضر في سطور

يشغل الدكتور كورت نيومان الرئيس والرئيس التنفيذي للمركز الوطني لطب الأطفال في واشنطن، الذي يعتبر مركزاً رائداً في تطوير وتطبيق اساليب علاجية مبتكرة لأمراض وإصابات الطفولة، الذي يقدم خدماته للأطفال وأسرهم من جميع أنحاء العالم .

ويعرف عن الدكتور نيومان شغفه الكبير بتبني أساليب مبتكرة في مجالات طب الأطفال وبحوثه كافة وريادة أفضل مستويات الخدمة للأطفال وأسرهم، وحصل على شهادة البكالوريوس من جامعة نورث كارولينا وشهادة الطب من جامعة ديوك، وأدى دوراً رئيساً في تأسيس معهد الشيخ زايد لتطوير جراحة الأطفال ويعد الرئيس المؤسس للمعهد، وقام بتأليف أكثر من 100 ورقة ومقالة تشمل كتابات مستفيضة في علاج إصابات الصدر واستخدام الخلايا المعدلة وراثياً.

آخر الأخبار



سجل الزوار