شهد الفريق اول سمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ولي عهد ابو ظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة مساء امس بمجلس سموه محاضرة بعنوان/ افاق جديدة في البحث العلمي:حلقة الوصل بين علم الحواسيب وعلم الاحياء/ القاها الدكتور جيه كريغ فينتر.
كما شهد المحاضرة معالي الشيخ نهيان بن مبارك ال نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي ومعالي الشيخ حمدان بن مبارك ال نهيان وزير الاشغال العامة ومعالي الشيخ سلطان بن طحنون ال نهيان رئيس هيئة ابوظبي للسياحة والثقافة وعدد من الشيوخ والوزراء وحشد من المختصين والمهتمين.
واكد المحاضر ان دولة الامارات يمكن ان تلعب دورا هاما في مجال خارطة الجينات البشرية..وقال ان المهم هو العمل من اجل المستقبل والاستمرار في التعليم واساسيات البحث العلمي مؤكدا انه بدون قوة تعليمية يستحيل ان يكون هناك تقدم علمي مشيرا الى ان الامارات وبسبب توفرالشمس والصحراء ومياه البحر وثاني اكسيد الكربون يمكنها وضع بياناتها الخاصة للخارطة الجينومية ويمكنها استغلال ذلك لانتاج الطعام بطريقة جديدة وتدوير المياه والنفايات وانتاج الطاقة الكهربائية وان المسألة مرتبطة فعلا بالوقت والتعليم والكوادر المدربة تدريبا جيدا.
وكان المحاضر الدكتور جيه كريغ فينتر وهومؤسس لمعهد ابحاث الجينوم غير الربحية تحدث في بداية المحاضرة عن مؤسسته في سانتيجو بكاليفورنيا كواحدة من المباني التي تجمع تقنيات غير مضرة بالبيئة ولها مختبر لاعادة تدوير المياه وتوليد الطاقة بالاضافة الى مجمع علمي قريب من واشنطن دي سي.ولفت الى ان التحدي في قراءة الشفرة الجينومية على الكمبيوتر او البيولوجيا الرقمية هو اعادة اكتشاف الحياة لفهم اعلى مستوى وايجاد صيغ جديدة للحياة.
واشار الى ان مؤسسته قامت في عام 1995 باول عملية سحب او تحليل للجينوم البشري وبعد ست سنوات قامت بتخطيط الجينيوم كما طرحت سلسلة جديدة من عمليات التخطيط ل/الدي ان ايه/ البشري وذلك في عهد الرئيس بيل كلينتون كبداية للتغيير في ممارسة الطب البشري حيث تم الحصول لاول مرة على اول جينات للجنس البشري.
وقال المحاضر ان التقنية تغيرت دراميا في السنوات الماضية وتم انشاء برنامج حكومي ب 3 مليارات دولار واستغرق ذلك 15 شهرا بدأ باكبركمبيوتر للاغراض المدنية وضم الكثير من المعلومات مشيرا الى انها كانت ثورة هائلة في هذا المجال حتى انخفضت تكلفة العملية تلك و وصلت في الوقت الحاضر الى حوالي الفي دولار لوضع تسلسل للجينوم حيث تتم في ساعتين مما جعلها ذات فائدة في تطور الصحة البشرية.
كما تحدث الدكتورفينتر عن ان التقنية تغير كل شيئ من زاوية الحجم والقوة وان مؤسسته تمكنت عام 2007م من التخطيط لفك شيفر ة ال دي ان ايه للجين البشري والحصول على الكروموسوم من ابوين وفهم التنوع البشري.
واكد ان التحدي الان ليس التخطيط للجينوم بل هو ترقيم الجينوم البشري وتحويل كل شيء عن الجنس البشري والعمليات الكيماوية التي تحدث داخله مثل طريقة عمل الدماغ والغدد وغيرها الى معلومات رقمية.
ولاحظ ان الامراض الجينية شائعة كما ان اعلى نسبة من الوفيات بسبب هذه الامراض الاضطرابات الجينية او التراجعية بسبب ان الاب او الام لديه نقص ينقله الى اولاده ما يؤثر على سكان الارض.
وقال انه يمكن الاستفادة من علم الجينات والاضطرابات بهدف خفض الامراض بشكل ملحوظ وان فصل الكروموسومات التي تاتي من الابوين وذلك من اجل فهم الاضطرابات الجينية ومعرفة السمات المأخودة منهما.
واشار الى انه يمكن الحصول عليها وذلك بعد فصلها و ادخالها في الكمبيوتر ورسم المخطط الخاص بجينوم كل واحد منا وحتى الخلايا الخاصة بالسائل المنوي وذلك من اجل معرفة السمات التي تنتقل من الاب او من الام وذلك بخلية واحدة وفي ساعتين فقط وببضعة الاف من الدولارات بدلا من المليارات والسنوات الطويلة ووصف العملية بانها عمل عظيم من اجل الصحة البشرية وان مؤسسته تقوم حاليا بعمليات رسم او تسلسل في افريقيا لجينات اشخاص افارقة ومقارنتها مع شخص في الصين مثلا للخروج بنسبة 3 في المائة من التغيرات مشيرا الى ان كثيرا من المهاجرين الافارقة الى امريكا يشكلون تنوعا جينيا وضروريا لفهم الاصول البشرية عن طريق اصول الجينات.
وقال المحاضر لدينا مائة تريليون خلية بشرية و200 تريليون من الخلايا البكتيرية في الجسم البشري لايمكن التخلص منها وهي تشكل جزءا مهما من بيولوجيا وفسيولوجيا الانسان /المايكروبايوم البشري / وفيها عشرة ملايين جين ولدينا عشرون الف خلية فيها حوالى عشرة ملايين اضافية من الجينات البكتيرية.
واكد وجود بحوث هائلة لمعرفة الصلة بين الامراض والمايكروبايوم من خلال السكري وغيره من الامراض تقوم بها شركات التغذية لتغييرالنسب وتقليل المخاطر على الانسان وصحته مشيرا الى جينومات الخلايا الجذعية من الجلد والعمل على فهمها من خلال الخزعة لفهم حتى هيكلية الدماغ.
وقال ان ال /دي ان ايه/ الصناعي يهدف الى تقديم العلاج من خلال الخلايا الجذعية وبذلك نستطيع فهم التطور من خلال خلية واحدة لجوهر الحياة ومراحلها المختلفة وذلك بعد ان استطعنا قراءة الخلايا التي بدأت اعداد مادة البروتين لاستئصال الفيروس وتابعناه لانه يقتل البكتيريا التي يخلقها بواسطة عمليات التناظر الكيماوي.
واضاف الدكتور فينتر انه تم الحصول على اول كروموسوم تركيبي صناعي وهواكبر جزيء صنعه البشرللكروموسوم مشيرا الى ان الكيمياء تواصل تطورها في هذا المجال الذي يمكنه صنع روبوتات كبيرة للعمل الرقمي الالكتروني كما لوحظ انه يمكن باستخدام التقنية الحديثة كيماويا وبيولوجيا صنع الكروموسوم ووضع ال / دي ان ايه/ في الخلية الامر الذي ادى الى تغيير الجنس عام 2007م.
واوضح /اننا سنفهم من ذلك الكثير في علم الاحياء فلوعزلنا الكروموسوم من احدى الخلايا ومعنا جينين وتطوير تقنيات جديدة لزرع الكروموسوم في كائن آخر مع وجود خلية الى جانب تلك التي فيها برنامجين جينوميين سينتج /دي ان ايه / جديد بدلا من صنع البروتينات التي نشأ بعضها من خلال الانزيمات التي تجعل الخلية تدافع عن نفسها في مواجهة ال /دي ان ايه/ الجديد وتدركه هذه الكروموسومات وتقضي عليه وبالتالي لدينا جسم داخل تركيب جيني لمخلوق آخر.
واكد المحاضر ان كل شيء في هذه الخلية يعتمد على الكروموسوم الجديد الذي تم وضعه في الخلية واذا تغير البرنامج تغير الجنس نفسه وبالتالي يمكن فهم تطور البشرية عبر مليارات السنين وطريقة عمل الخلية في الجسم البشري وهي مرحلة هامة لل /دي ان ايه/ التركيبي او الصناعي اي نقل الكروموسومات من الخلايا وتجزئتها وزرعها للحصول على حياة جديدة اذا لم يكن هناك خطأ في عملية الزرع والتركيب.
وقال ان الكمبيوتر سيكون وسيلة كبيرة وهامة لتفهم البشرية نفسها وتطورها منذ البداية وكذلك الطبيعة من حولها مثل الزراعة والصيد وضوء الشمس والغذاء وغيرها وتطوير علاجات للامراض والاوبئة المختلفة التي تصيب البشر والنبات في وقت قصير جدا.
ثم تحدث عن زيادة السكان وتكاثرهم في الفترة المقبلة لافتا الى ان ذلك يستدعي المزيد من الماء والاكل والتعليم …. الخ ولذلك فان التحدي الاهم هو الماء حيث ان الاستهلاك اليومي منه حوالى خمسة آلاف لتر للشخص ناهيك عن الاستهلاك المائي في الزراعة وعلف الحيوانات.
كما اشار الى ان الخلايا الجديدة للطاقة يمكن ان تعطينا 15 الف غالون لكل هكتار من الارض وهذا كثير كما ان 70 في المائة من استهلاك الماء العذب يذهب الى الزراعة لذلك لايمكن الاستمرار في هذا الاستهلاك.
وقال ان مؤسسته تعمل في المجال الغذائي والطبي من خلال تغيير سلسلة غذائية واستخدام الخلايا الجذعية في الزراعة ومصادر التغذية وتحاول عمل المواد الصناعية الغذائية من الدجاج والابقار وزرعها في النبات او اي مصدر غذائي آخر كما ان مؤسسته تركز الان على بعض الزيوت والاوميغا ثري للحصول على زيت جديد للطاقة من خلال مزارع الاسماك ومواد ومصادر اخرى.
ثم رد بعد ذلك على اسئلة الحضور مشيرا الى اهمية الخدمات الصحية وامكانية التدريب للشباب من مختلف الاعمار وقال انهم شاهدوا حافلة متنقلة في مدينته بعد تحويلها الى مختبر مما زاد اهتمامهم وخيالهم بالتقنية الجديدة والعلم الجديد.
وردا على سؤال حول فك الشفرة لفهم وتغييرالسلوكيات والتأثير على اخلاقيات الناس اكد ان ذلك تحد اكبر حيث يسمح لنا الطب بمعالجة الامراض بعد حدوثها اما فهم الشيفرة فيمنع وقوعها.
كما رد على سؤال آخر حول امكانية نقل السمات الحسنة مؤكدا ان ذلك ممكن من خلال الخلايا الجذعية والقضاء على امراض معينة وقاتلة عن طريق الوراثة.
ثم رد على سؤال بشأن التحديات والصعوبات التي تواجه العلماء في هذا المجال وقال انهم امضوا 15عاما للوصول الى مجال جديد في موضوع الحمض النووي وتعلموا الكثير من حالات الفشل حتى تمكنوا من التقدم.
وحول الانجازالعلمي المقبل اكد المحاضرعلى اهمية تطبيق هذه الانجازات لتغيير مهنة الطب نحو الافضل لصالح الانسانية وصحة الافراد مشيرا الى انه يمكن ان نركز على الجانب الطبي الشخصي لانه يساعد في انتاج الطاقة والغذاء وثاني اكسيد الكربون وهي تحديات كبيرة.
وبشان سؤال حول انتاج لقاحات ضد الامراض المعدية اشار الى ان المحيطات والبحار مليئة بالفيروسات التي تهاجم البشر وسنسعد لو اوجدنا لقاحات خاصة ووضع خارطة او شيفرة جينات وجعل الافراد مقاومين للامراض وبالتالي يمكن زرع خلايا مقاومة دون تغيير الجينات البشرية.
وردا على سؤال متى تصبح زراعة الاعضاء تاريخا ماضيا قال انه يمكن استبدال الخلايا المتضررة فقط عن طريق الخلايا الجذعية وزراعتها ولا اتوقع تبديل قلب بقلب من خلال هذه الخلايا.
وحول سؤال آخر عن الخيال العلمي وهل هو قلق بشأن الاشكال الحياتية المصطنعة قال/ اننا نتحدث عن خلية تركيبية وعن تطويراجراءات السلامة في المختبرات عندما تجرى التجارب على اشياء معينة او المواد الغذائية والطبية ولا نريد تلويث البيئة بمخلوقات جديدة يمكن ان تدمر بيئتنا لذلك نوصي الكثير من البلدان للسعي بعملية الاحتواء والتحكم البيولوجي.
وفي رد على سؤال اخير اكد المحاضرامكانية حدوث مشكلة كبيرة ووشيكة بسبب نقص المياه ومشروع استخدام النفايات على مستوى تجاري مشيرا الى انه في مجال الصناعات الغذائية يتم القيام باختبارات واسعة تؤدي في النهاية الى زيادة كبيرة في المياه العادمة وعليه يمكننا تدويرها وتوليد الطاقة الكهربائية منها وتوجد هناك الكثير من مشاريع المياه.